الفقر والعوز ينشّطان تجارة الأعضاء البشرية في نيجيريا

شباب يتجهون إلى بيع كلاهم للحصول على الأموال

الفقر والعوز ينشّطان تجارة الأعضاء البشرية في نيجيريا

تشهد نيجيريا تداعيات إنسانية خطيرة لتردي الحالة الاقتصادية وانتشار الفقر، من بينها انتشار تجارة الأعضاء البشرية لا سيما الكلى، في "سوق" ينتصر فيه جشع الأغنياء وتنشط فيه عصابات من الداخل والخارج.

نقلًا عن تحقيق نيجيري لموقع "ديلي ترست" نقلت مجلة "كوريي إنترناسيونال" الفرنسية، أن "سعر الكلية يبلغ مليون نيرة (نحو 950 دولارًا) في السوق السوداء في العاصمة النيجيرية أبوجا".

وأشارت إلى أن الاتجاه المتزايد لتجارة الكلى يثير التساؤل حول سبب عدم اتخاذ السلطات في البلاد إجراءات ضد المستشفيات التي تقوم بمثل هذه العمليات رغم سلسلة من التقارير الإعلامية التي تكشف هذه التجارة.

وتنتشر التجارة العشوائية في شوارع بلدة مارارابا القريبة من أبوجا التي يعاني سكانها من الفقر، إذ يتم بيع كل شيء فيها بما في ذلك الكلى البشرية.

وتنقل الصحيفة عن أحد المتبرعين بكليته قوله إنّه دفع كليته، ليفاجأ لاحقًا بأنه تعرض للخداع من خلال الحصول على نصف المال المتفق عليه.

وقال لقد "فقدت كليتي، وليس لدي مال أو وظيفة، ولم تعد لدي القوة للقيام بأي عمل شاق"، حتى وصل به الأمر إلى التفكير في الانتحار.

ووفقًا للتقرير يتم تجنيد الشباب من قبل وسيط الكلى في لاغوس، أكبر مدن نيجيريا، ضمن مهمة لاستهداف وجذب الأطفال الصغار والشباب من الأوساط الفقيرة لبيع كلاهم.

وتكشف الصحيفة، أن "التحديات الاجتماعية والاقتصادية في نيجيريا لا تزال تدفع العديد من الشباب السليمين إلى بيع كلاهم دون الالتفات إلى التداعيات طويلة المدى".

ومن الناحية الأخلاقية، يعتبر التبرع بالأعضاء جريمة استنادًا إلى إعلان إسطنبول لعام 2008 بشأن الاتجار بالأعضاء والذي يدعو إلى حظر تسويق الأعضاء، فإنه من غير القانوني شراء وبيع الأعضاء في جميع أنحاء العالم.

ورغم ذلك تكشف منظمة الصحة العالمية أنه يتم تداول أكثر من كلية في السوق السوداء كل ساعة، وانتشر مقطع فيديو في شهر نوفمبر 2022 لشاب يتهم مستشفى أليانس في أبوجا باستئصال كلية شقيقه البالغ من العمر 17 عامًا.

واتهم الشاب في الفيديو المستشفى بعدم العناية الواجبة قبل إجراء الجراحة، ونفت إدارة المستشفى في مؤتمر صحفي هذا الادعاء، قائلة إن "المتبرع" وقّع على استمارة موافقة وقدم إفادة خطية من المحكمة تثبت أن عمره يتجاوز 18 عامًا.

لكن بعد 3 أشهر، أجرى المستشفى عملية استئصال لكلية قاصر آخر.

ويصر مدير المستشفى، على أن "المستشفى لا يقوم بتوفير متبرعين لمرضاه ولكنه يضمن فقط أن المتبرعين مؤهلون ومتوافقون مع المرضى على مبدأ التبرع".

ويعاني المتبرعون من آلام شديدة لعدم توفر شروط النظافة عند إجراء العملية وكذلك عدم متابعتهم بعدها.

وقال أحد المتبرعين، إنه بعد 5 أشهر من إجراء العملية لا يزال يعاني من آلام شديدة.

وكشف التحقيق أن وسيطًا مقيمًا في لاغوس يحمل اسمًا مستعارًا قام بتجنيد الأطفال الصغار للعمل كوكلاء لإغراء الأطفال واليافعين لبيع كلاهم لمرضى الكلى.

وقال الخبراء، إن أكثر من 20 مليون نيجيري لديهم مرض الكلى المزمن.

ويقدر استشاري أمراض الكلى في مستشفى أمينو كانو التعليمي أن نحو 5% من جميع أولئك الذين يعانون من مراحل مختلفة من المرض لديهم المرحلة الخامسة، وهي مرحلة مرض الكلى المزمن التي قد تصل إلى الحاجة لزراعة الكلى.

وفقا لبيانات ساعة الفقر العالمي (World Poverty Clock) التي تعرض تقديرات آنية عن الفقر وتحدد اتجاهاته تعد نيجيريا الأولى إفريقيا من حيث عدد الفقراء، حيث يعيش 70 مليونًا و677 ألفًا و758 نسمة من مواطنيها، البالغ عددهم 224 مليون نسمة، تحت خط الفقر.

وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع معدل الفقر المدقع بين الذكور في نيجيريا مقارنة بالإناث النيجيريات، حيث بلغ عدد النيجيريين الذين يعيشون في فقر مدقع 35 مليون نسمة، مقابل 34 مليون نسمة للإناث.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية